تحرر من قيود علاقاتك المؤذية
(1)
هل هناك شخص في حياتك تخشى مواجهته أو معارضته ولو بفكرة لأنه يغضب أو يثور في وجهك ؟
هل لديك علاقة تجعلك تشعر بأنك ضعيف فاقد للسيطرة أو أنك تابع لا رأي لك ؟
هل هناك أشخاص في حياتك يجعلونك تفعل ما لا تريد ؟ ما لا تحب ؟
يجبرونك بطريقة أو بأخرى بطريقة غير مباشرة وغير واضحة ؟
لا تكاد تخلو العلاقات الإنسانية غير الواعية من هذا النمط من العلاقات المؤذية التي تجعلنا نعيش دائما تحت الضغط ! ألم تلاحظ بعض الأشخاص عندما تفكر فقط في مخالفتهم تشعر بألم في معدتك ؟
أشخاص تخاف من غضبهم تخشى عدم رضاهم.. هذا النوع من العلاقات مؤذٍ جدًا أليس كذلك ؟
قد تبدأ العلاقة رائعة جدا كلها حماس وقبول وسعادة وتنتهي بابتزاز عاطفي وتسلط وأذى نفسي فجأة تجد نفسك في دوامة يصعب الخروج منها هل يوجد شخص في حياتك تعجز عن رفض طلباته ؟ قد تكون زوجتك !
هل تمارس معك زوجتك مثل هذا النوع من التسلط المؤذي مثلًا
عندما تخبرها برغبتك بالخروج مع الأصدقاء تغضب وترفض بقوة أو بتغيير ملامح وجهها من الابتسامة إلى الغضب قد تصمت قد تتغير نبرة صوتها قد تبكي قد تخبرك بصوت حزين وفيه ضعف تتركني لوحدي أو بعد خروجك ترسل لك رسالة على الجوال تشعرك بالذنب , لن تسعد في هذا اللقاء مع الأصدقاء
كل هذه الأساليب تسبب لك ألمًا يجعلك تغير في جدولك وقد لا تخرج أو قد تعود مبكرًا عندما تحصل هي على ما تريد سوف تعرف الطريقة الأكثر أثرًا عليك الحزن أو الغضب أو كلمات تشعرك بالمسؤولية عنها وعن قلقها ثم تركز على هذه الطريقة وتكررها معك .
قد يمارس هذا الدور أحد أبنائك بأن يطلب منك سيارة أو مبلغ من المال أو أي طلب لا ترغب في تنفيذه لأنك ترى أنه ليس من الجيد أو المعقول فعل ذلك ثم تجده يقول أنه أخفق في دراسته بسببك وبسبب عدم دعمك أو أنه فشل في حياته لعدم اهتمامك سوف يقوم برمي إخفاقاته عليك ليشعرك بالمسؤولية والتقصير وبالتالي سوف تشعر بالذنب وتقوم بتلبية طلباته
قد يكون من يفعل ذلك الأصدقاء حولك يشعرونك بالتقصير وعدم الاهتمام بهم مما يدفعك لعمل ما لا تريد حتى تكسب رضاهم قد يكون من يفعل ذلك أحد الأبوين في تحميلك مسؤولية أمر ليس لك علاقة به وبالتالي يتم استنزافك … قد يكون مديرك في العمل دائما يشعرك بأنه ليس راضيًا عن أدائك وبالتالي تسعى للعمل بجهد بالغ ومبالغ فيه حتى ترضيه لن يرضى سوف يستمر بتطبيق نفس الطريقة ليحصل على النتائج كل شخص تخشى أنت تقول له ( لا ) يمارس معك نوع من السيطرة
جميعهم عندما تواجههم بالحقيقة سوف ينفجرون غضبًا في وجهك وقد يبكون بكاءً مرًا وقد يمتزج الغضب بالحزن ويتوقفون عن الحديث معك كل ردود الأفعال هذه تجعلك ضمن دوائرهم لا تستطيع أن تخرج من رغباتهم
سوف تقدم وتقدم وتضحي من أجلهم لن يشعروا بذلك ولن يتوقفوا عن طلباتهم عندما تعتذر لمرة واحدة سوف تثور عليك كل غرائزهم وتشعرك بالذنب من جديد هذا النوع من العلاقات أنت السبب فيه طبيعة شخصيتك سماتك الشخصية برمجتك السابقة طريقة بنائك للعلاقة أنت سببها
أنت السبب
(2)
أنت أهم سبب في سيطرة الآخرين عليك فأنت من تسمح لهم بذلك بل أكثر من ذلك أنت تدعوهم لذلك وتجهز لهم كل ما يريدون قد لا يريد أحدهم السيطرة عليك لكنك تدفعه لذلك خاصة في مجتمعنا أجد هذا كثيرًا
فهناك صفات وسمات شخصية تشجع الآخرين على السيطرة عليك وهذه السمات تعد نقاط ضعفك ومناطق اختراق شخصيتك وهذه النقاط كالتالي :-
1- مرض الرغبة في إرضاء الآخرين .
وهذه الصفة من أهم الصفات التي تشجع الآخرين في السيطرة عليك حقيقة كلنا يسعى لإرضاء الآخرين
ولكن مرض إرضاء الآخرين نوع من العادات القهرية التي تتعود عليها وتجعل كل مستقبلاتك الحسية في أعلى أداء لها فهي تستشعر كل رغبات الطرف الأخر المعلنة وغير معلنة وتحول هذه الرغبات إلى لوازم يجب القيام بها ولو لم ينطق بها تشعرك بالضغط والذنب فتحاول جاهدا تحقيقها حتى لو لم تطلب منك هذه العادة القهرية و الإدمانية تجعلك فريسة سهله للاستغلال يشعرك الطرف الأخر بالرضا عنك إلى أبعد مستوى ثم يقطعه عنك , الحبة الأولى علينا والحبة الثانية يجب أن تدفع الحساب هكذا يتعامل مروجي المخدرات فهم يستغلون رغبة المدمن وبنفس الطريقة يتعامل المستغل .
تذكر الدكتورة بريكر التوجهات العقلية لمن يعاني بهذا المرض فتجدهم يكررون على أنفسهم
1- يجب علي دائمًا القيام بما يريده الآخرون أو يحتاجونه مني.
2- يجب علي الاهتمام بكل المحيطين بي سواء طلبوا المساعدة أم لا .
3- يجب علي الاستماع دائمًا إلى مشكلات الجميع وبذل قصارى جهدي لحلها حتى لو لم يطلبوا مني
4- يجب أن أكون دائما طيب الأخلاق ولا أجرح مشاعر أحد أبدًا حتى لو كان فضًا .
5- يتوجب علي أن أقدم الآخرين على نفسي دائما
6- يجب علي عدم قول “لا” لمن يحتاجني أبدًا
7- يجب علي أن لا أحبط أحداً أو أخيب آماله فيَّ بأي طريقة كانت
8- يجب علي أن أكون سعيدًا متفائلا ولا أظهر للآخرين مشاعري السلبية
9- يجب علي عدم إرهاق الآخرين بمشاكلي وحاجاتي وعليّ إسعاد الآخرين
بناءً على هذه التوجهات العقلية فإنه يتوقع من الآخرين واجبات يجب عليهم القيام بها
1- يجب على الآخرين حبي وتقديري بسبب كل الأشياء التي أعملها لهم .
2- يجب على الآخرين دائمًا الإعجاب بي ومنحي استحسانهم بسبب اجتهادي الشديد في إرضائهم .
3- يجب على الآخرون عدم رفضي وانتقادي أبدًا لأنني أحاول أن أكون على مستوى رغباتهم وتوقعاتهم .
4- يجب أن يعاملني الآخرين بحب لأني أحسن معاملتهم
5- يجب على الآخرين عدم جرح مشاعري على الإطلاق لأنني أتعامل معهم بلطف .
6- يجب على الآخرين عدم التخلي عني أبدًا .
7- يجب على الآخرين أن لا يغضبوا مني على الإطلاق لأنني سوف أبذل كل جهدي حتى أتجنب الغضب والصراع والمواجهة .
لو تأملت كل هذه النقاط فهي تدور حول قضية إرضاء الآخرين على حساب نفسك وفيها تهميش للذات وتهميش لوجودك كشخص مستقل .
هل لديك مبالغة في محاولة إرضاء الآخرين ؟
النقطة الثانية : هي الرغبة في نيل الاستحسان من الآخرين .
هذه الرغبة تعتبر نقطة ضعف تجعلك دائما تفعل ما يتوقعه منك الآخرون وترضخ لهم , الخوف من عدم القبول أحد المخاوف الكبرى والأكثر انتشارًا وخاصة في أوساط النساء
وحقيقة إن الرغبة في نيل القبول وإعجاب الآخرين هو احتياج فطري ولكنه يتحول إلى سلوك غير متزن إذا زاد عن الطبيعي فنجد بعض الأشخاص مستعد أن يفعل ما يتوقع الطرف الأخر حتى لو لم يكن يتوافق مع قيمه لكي يعجب به فتجد بعض المراهقين ممكن يبدأ بتغيير لهجته , ملابسه اهتماماته من أجل الحصول على القبول قد تكون مرحلة المراهقة عابرة , في العلاقات الحقيقية والدائمة يجب أن لا نبالغ في تلبية هذا الاحتياج , إذا كانت هذه الرغبة عالية فسوف تقع في الفخ بسرعة لأن الطرف الآخر سوف يعطيك هذا القبول والإعجاب والاستحسان وكل ما تريد وبعد ذلك يحرمك منه حتى يحصل هو على ما يريد وهكذا تدخل في دوامة الابتزاز
هل سمعت شخصًا يقول لآخر ( طحت من عيني ) ؟
هذه جملة تدل على الحرمان من الإعجاب المفروض من تُقال له يبدأ بتعديل سلوكه حتى يتوافق مع ما يريد الطرف الآخر وهكذا .
النقطة الثالثة : الخوف من المشاعر السلبية
بعض الأشخاص لديهم ” فوبيا ” من المشاعر السلبية يخافون منها ويبالغون في ذلك الحياة لا تخلو من المشاعر السلبية والتحديات والأزمات وهدفنا هو معرفة كيف نتعامل مع هذه التحديات وكيف نقلل من المشاعر السلبية لا توجد حياة بدون مشاعر سلبية في هذه الدنيا فلا تصدق من يبالغ ويخبرك بأنك ممكن أن تعيش بدون مشاعر سلبية فنحن نحزن ونغضب ونتألم ولكن بدون مبالغة الذين لديهم خوف مبالغ فيه من المشاعر السلبية يخافون من هذا الشعور وعندما يحاولون رفض رأي للطرف الأخر ويغضب أو يثور عليهم أو يوصل لهم عن طريق الإيحاء مدى استيائه منهم كأن تتغير ملامح وجهه أو تنفسه أو نظراته أو نبرات صوته فأنهم لا يستطيعون تحمل هذا الشعور فيرضخون لما يريد حتى يتخلصون من هذه المشاعر وهذه دوامة من الابتزاز .
الطفل يفعل ذلك بأمه حتى يحصل على ما يريد لا بأس بأن يغضب من حولنا في سبيل تحقيق التوازن في العلاقات ويكون ذلك في سبيل تحقيق هدف ومصلحة للطرفين ونجد أيضًا الذين يخافون من المشاعر السلبية لا
يستطيعون التعبير عنها عندما يغضبه سلوك لا يظهره أمام الطرف الآخر ولا يستطيع التعبير عن ألمه خوفًا من أن يخسر الطرف الآخر صحيح كثرة التشكي ليس جيدًا ولكن من الجيد والمهم أن نعبر عمَّا نشعر به بطريقة مقبولة ومعقولة فعندما تشعر بالظلم من الطرف الآخر يجب أن تخبره بذلك إذا كنت تريد حياة فيها مشاركة وسعادة واستقلال وإلا هذه العلاقة لن تدوم طويلًا على الأقل سوف تنفصل الأرواح حتى وإن كانت الأجساد متواجدة في نفس البيت .
النقطة الرابعة : التردد والخوف من الرفض .
هناك أشخاص مترددون لا يستطيعون اتخاذ قرار حاسم في حياتهم تجدهم يتأخرون كثيرًا لكي يتخذوا أي قرار بل قد يستشير كل من يعرف ولا يستطيع اتخاذ قرار واضح وبالتالي لا تستطيع الرفض لأن هذا يشعرك بالأنانية وبأنك خيبت آمال الآخرين وهذا يعني أنك لا تعرف حدود ما تقبل به وما ترفضه لا يوجد لديك قانون في
حياتك في بيتك .
وجود القانون يقلل من هذا التصرف فالقانون يحميك ويحمي الطرف الآخر إن فكرة رفض أحدهم تجعلك تشعر بالتوتر والارتباك عندما تستسلم لهذه المخاوف تدخل في عادة الاستسلام للآخرين وعدم القدرة على المقاومة .
قد تشعر بالألم عندما ترفض الآخرين وقد تستاء لذلك ولكن ثق تماما سوف يكون الألم أشد إذا رضخت وجعلتهم يعبثون في حياتك وقراراتك
النقطة الخامسة : غياب الهوية
أكثر ما نحتاجه من المربين وأولياء الأمور هو تكوين شخصية قوية وهوية إيجابية واثقة من نفسها للأطفال .
غياب دور المربي الواعي يجعلنا نخوض التجربة بكل أخطائها فنظرتنا عن أنفسنا المفروض والواجب أن تبنى في البيت في أول سنوات عمرنا وتدعم في المدرسة لكن هذا لا يحدث على الأقل الآن فنحن الآن تخطينا هذه المرحلة . خطورة غياب الهوية يكمن في تُكوِّن شخصية هلامية لنا تجعلنا نتلون على حسب رغبات الآخرين
فنحن نتحرك بدون أهداف بل نحقق أهداف الآخرين ونتحرك بدون خطة لأننا نسير على خطة الآخرين وبدون وضوح في القيم وهذا يجعلنا لا نعرف ما يصح وما لا يصح لذا نحتاج إلى معرفة ما هي قيمنا ؟ وما هي أهدافنا ؟ وما هي قدرتنا ؟ ونضع خطتنا نحن وليس الآخرين
النقطة السادسة : ضعف الاعتماد على الذات .
يبقى الشاب العربي طفل حتى يدخل الجامعة
ضعف الاعتماد على الذات يعني عدم المسؤولية الذين لا يستطيعون أن يعتمدوا على ذواتهم يكونوا فريسة سهلة للابتزاز العاطفي لأنه ببساطة عندما تقع في هذه الدوامة تعتقد أنك لا تستطيع أن تعيش بدون فلان وأن كل مصالحك سوف تتعطل “سبحان الله ” عندما تكون شخصًا على قدر المسؤولية فإنك لن تحتاج إلى أحد وسوف تجد رغبتك في المشاركة مع الآخرين معقولة عندما تشعر أنك لا تستطيع فإنك سوف تركض خلف الآخرين لكي يحققوا لك ما تريد بل سوف تجد نفسك تسأل الآخرين عن كل شيء حتى الأشياء التي تعرفها فقدان الثقة في الذات يجعلنا عرضة لكل من يريد أن يستغلنا