وصايا حكيم
8
عندما تتأمل وجود الإنسان على الأرض تعلم أن هذا الوجود محفوف بالمخاطر ,فمن يتسلق الجبال الشاهقة قد يسقط ومن يبحر فقد يغرق ومن يجرب فقد يفشل ,ومن يأمن فقد يغتال وهذه المخاطر وجدت مع الإنسان خلال رحلة الحياة ورحلة التعلم والاكتشاف وعلى مر العصور صاحب هذه الرحلة الكثير من الفشل والألم والفقد مما تسبب للإنسان بالكثير من الخوف والحذر وبدأت خبرات الإنسان ترتبط بهذا الخوف والألم وأصبح هو أهم منبهات الوعي فندما تُقدم على تجربة جديدة تجد ان وعيك ووعي من حولك كله ينصرف نحو المخاطر والألم وما يمكن أن تفقده فتأتي وصايا الحكيم كلها تحذيرات ولذلك ارتبط بقاءنا على هذه الأرض بهذا الخوف , فنحن نخاف من الزواحف والمفترسات والعواصف والامواج والامراض والغرباء ,وبالحذر نتعامل مع كل هذه المتغيرات ويترجم كل هذه المخاوف دافع البقاء .
وهذه المخاوف ليست متوقفة على حياة الانسان القديمة بل هي مستمرة حتى الساعة يتوارثها الأبناء عن الآباء ليس عن طريق الجينات بل عن طريق الأنماط
الفكرية وأساليب التربية والتعامل مع الحياة .
كم مرة حذرت طفلك من صعود السلم ؟
كم مرة حذرته من الخروج ؟
كم مرة حذرته من الكهرباء ؟
كم مرة حذرته من سخونة الماء ؟
كم مرة حذرته من برودة الماء ؟
كم مرة حذرته من الشتاء والبرد ؟
كم مرة حذرته من المطر … والقائمة الطويلة جدا .
ليست هذه التحذيرات سلبية أو إيجابية هنا نتحدث عن الأنماط التي نورثها لأبنائنا هذه المحاذير تظهر في ثقافة الشعوب على أنها حكم وأمثال يؤمنون بها ويعتقدون بصحتها وفي حقيقتها هي مقولات تدل على تجربة محدودة وفي سياقات محددة وخارج السياق لا قيمة لها لكن بسبب كثرة تكرارها ومكانة من يقولها تصبح قيمتها عالية جدا
توقع الأسو حتى لا تصاب بالصدمة , وثقافة الخوف تكرر علينا دائما الجزء المؤلم والمخيف من الخبرة .
لا تحاول فقد تفشل … ونعجز عن رؤية الجزء الآخر أنك قد تنجح
لا تتغير فقد تخسر … ولا ترى فقد تنضج
لا تحيا فقد تموت
لا تأمل فقد تحاول
لا تنتظر فقد تجرؤ
لا تفكر فقد تفهم
لا تتحرك فقد تعثر
أنتبه لما توصي به نفسك وتعتقد أنها وصايا حكيم وهي وصايا فشل
أنتبه لما يوصيك به الآخرين وتعتقد أنها وصايا حكيم وهي وصايا خوف .